تونس ـ الصباح
ثقل
الحقائب المدرسية.... آلام تتجدد كل سنة... ليتجدد معها السيناريو ذاته
والمشهد ذاته بين حقائب ممتلئة يتجاوز وزنها الستة كيلوغرامات تثقل كاهل
اطفال في طور النمو وبين صدمة الاولياء بوزن الحقيبة الذي ما فتئ يزداد من
سنة الى أخرى.
الحقيبة المدرسية من المسائل الجوهرية التي يتكرر طرحها على مدار السنوات ومع بداية كل سنة دراسية.ورغم الجهود المبذولة من قبل الهياكل المختصة للتخفيف فيها تبقى هذه الحقيبة عبئا يثقل كاهل التلميذ وارقا لا بد منه.
»نحن
مطالبون باتباع جداول الاوقات يوميا ومع ذلك تبقى الحقيبة في غاية الثقل
تعززها كثرة الكتب المدرسية والكراسات والأدوات وأشياء اخرى... هكذا عبرت
التلميذة آية 9 سنوات التي تتذمر من ثقل حقيبتها المدرسية التي تلازمها
يوميا وتسبب لها آلاما جمة.
وتساندها في القول الطفلة ريم 10 سنوات التي تلتجئ الى مساعدة رفيقاتها في وضع حقيبتها على كتفيها جراء ثقلها.
مشقة كبرى
هذا
التذمر والتعب في صفوف التلاميذ مرده عدم القدرة على تحمّل اعباء حقيبة
اصبحت تزن اليوم حوالي الستة كيلوغرامات والتي لا طاقة لتلميذ في السادسة
او السابعة من عمره على حملها.
وهو
ما تؤكده السيدة نجلاء الخليفي موظفة وأم لطفلين بالمرحلة الاساسية حيث
تشفق على طفليها من ثقل حقيبتيهما مبينة انها تشعر بالتعب والارهاق كلما
حملت هذه الحقائب متعجبة من قدرة ابنائها على السير بها وهم لم يتجاوزوا
بعد مرحلة الطفولة.
ويتساءل
السيد ناجي بن سالم موظف إلى متى سيظل التلميذ يدفع ضريبة سوء التخطيط في
العملية التربوية؟ من ذلك زخم الزمن المدرسي وكثرة المناهج وما تحتويه مع
حجم الكتب ووزنها التي تجعل من الحقيبة عبئا يثقل كاهل التلميذ رغم
اعتماده على جدول الاوقات.
وهو
ما يفنّده مصدر مسؤول بوزارة التربية والتكوين حيث يوضح أن ثقل الحقائب
المدرسية هي مسؤولية الاولياء بالدرجة الاولى نظرا لاصرارهم على تزويد
أبنائهم بمناهج إضافية الى جانب تعمدهم وضع مراجع هم في غنى عنها.
مخاطر صحية
تمثل
الحقيبة المدرسية خطرا كبيرا على الاطفال خاصة في مراحل النمو لانعكاساتها
السلبية على الظهر. غير ان ما يثير قلق السيدة آمنة (اطار بشركة) هو
التشوهات في العمود الفقري والتي تتسم بتقوسات في الظهر أو الانحناء لأحد
الجانبين جراء ثقل الحقيبة الى جانب آلام الظهر المتواصلة التي تسببها.
وفي هذا الصدد تؤكد مصادر طبية ان وزن الحقيبة المدرسية الذي ازداد في السنوات الاخيرة من شانه ان يخلق اشكاليات عديدة.
من
ذلك ان الاطفال لا يزالون في طور النمو والثقل الذي يحملونه يتسبب في مضرة
بالغة كانحناء الظهر وامكانية اصابة في فقرات العمود الفقري الامر الذي
يؤدي في جانب كبير منه إلى تقلص في عملية النمو.
وعلاوة
على ذلك يكون اثر الاوزان الثقيلة على الاطفال آلام مبرحة واصابات قد تصل
حد تشوهات بالعمود الفقري خاصة ان التلاميذ هم في سن ما قبل البلوغ حيث
تكون عضلاتهم ضعيفة لا قدرة لها على تحمل كل هذا الوزن الثقيل.
ويستحضر نفس المصدر حالة طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات اصيب بالتواء في رجله جراء ثقل الحقيبة التي لم تقو رجلاه على تحملها.
وفي
خضم هذا التذمر والاستياء من وزن الحقيبة المدرسية لا سيما المخاطر الصحية
الناجمة عنها يبقى التساؤل قائما هل من حلول ناجعة لتجاوز هذه المسالة؟
وفي
هذا الصدد تؤكد مصادر من وزارة التربية والتكوين ان مسالة الحقيبة
المدرسية لا تزال قيد الدرس وان هنالك مشاريع هادفة في هذا الاطار وآليات
قائمة ترمي إلى تفعيل ما يسمى بالحقيبة الرقمية وذلك في محاولة لتجاوز هذه
الاشكالية.
يبدو
ان الجدل القائم حول الحقيبة المدرسية يحتاج اليوم إلى حلول حذرية وعميقة
لا سيما ان المسالة ظلت عالقة على مدار سنوات عديدة ولم تتخذ فيها إجراءات
حاسمة.
[/size]ثقل
الحقائب المدرسية.... آلام تتجدد كل سنة... ليتجدد معها السيناريو ذاته
والمشهد ذاته بين حقائب ممتلئة يتجاوز وزنها الستة كيلوغرامات تثقل كاهل
اطفال في طور النمو وبين صدمة الاولياء بوزن الحقيبة الذي ما فتئ يزداد من
سنة الى أخرى.
الحقيبة المدرسية من المسائل الجوهرية التي يتكرر طرحها على مدار السنوات ومع بداية كل سنة دراسية.ورغم الجهود المبذولة من قبل الهياكل المختصة للتخفيف فيها تبقى هذه الحقيبة عبئا يثقل كاهل التلميذ وارقا لا بد منه.
»نحن
مطالبون باتباع جداول الاوقات يوميا ومع ذلك تبقى الحقيبة في غاية الثقل
تعززها كثرة الكتب المدرسية والكراسات والأدوات وأشياء اخرى... هكذا عبرت
التلميذة آية 9 سنوات التي تتذمر من ثقل حقيبتها المدرسية التي تلازمها
يوميا وتسبب لها آلاما جمة.
وتساندها في القول الطفلة ريم 10 سنوات التي تلتجئ الى مساعدة رفيقاتها في وضع حقيبتها على كتفيها جراء ثقلها.
مشقة كبرى
هذا
التذمر والتعب في صفوف التلاميذ مرده عدم القدرة على تحمّل اعباء حقيبة
اصبحت تزن اليوم حوالي الستة كيلوغرامات والتي لا طاقة لتلميذ في السادسة
او السابعة من عمره على حملها.
وهو
ما تؤكده السيدة نجلاء الخليفي موظفة وأم لطفلين بالمرحلة الاساسية حيث
تشفق على طفليها من ثقل حقيبتيهما مبينة انها تشعر بالتعب والارهاق كلما
حملت هذه الحقائب متعجبة من قدرة ابنائها على السير بها وهم لم يتجاوزوا
بعد مرحلة الطفولة.
ويتساءل
السيد ناجي بن سالم موظف إلى متى سيظل التلميذ يدفع ضريبة سوء التخطيط في
العملية التربوية؟ من ذلك زخم الزمن المدرسي وكثرة المناهج وما تحتويه مع
حجم الكتب ووزنها التي تجعل من الحقيبة عبئا يثقل كاهل التلميذ رغم
اعتماده على جدول الاوقات.
وهو
ما يفنّده مصدر مسؤول بوزارة التربية والتكوين حيث يوضح أن ثقل الحقائب
المدرسية هي مسؤولية الاولياء بالدرجة الاولى نظرا لاصرارهم على تزويد
أبنائهم بمناهج إضافية الى جانب تعمدهم وضع مراجع هم في غنى عنها.
مخاطر صحية
تمثل
الحقيبة المدرسية خطرا كبيرا على الاطفال خاصة في مراحل النمو لانعكاساتها
السلبية على الظهر. غير ان ما يثير قلق السيدة آمنة (اطار بشركة) هو
التشوهات في العمود الفقري والتي تتسم بتقوسات في الظهر أو الانحناء لأحد
الجانبين جراء ثقل الحقيبة الى جانب آلام الظهر المتواصلة التي تسببها.
وفي هذا الصدد تؤكد مصادر طبية ان وزن الحقيبة المدرسية الذي ازداد في السنوات الاخيرة من شانه ان يخلق اشكاليات عديدة.
من
ذلك ان الاطفال لا يزالون في طور النمو والثقل الذي يحملونه يتسبب في مضرة
بالغة كانحناء الظهر وامكانية اصابة في فقرات العمود الفقري الامر الذي
يؤدي في جانب كبير منه إلى تقلص في عملية النمو.
وعلاوة
على ذلك يكون اثر الاوزان الثقيلة على الاطفال آلام مبرحة واصابات قد تصل
حد تشوهات بالعمود الفقري خاصة ان التلاميذ هم في سن ما قبل البلوغ حيث
تكون عضلاتهم ضعيفة لا قدرة لها على تحمل كل هذا الوزن الثقيل.
ويستحضر نفس المصدر حالة طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات اصيب بالتواء في رجله جراء ثقل الحقيبة التي لم تقو رجلاه على تحملها.
وفي
خضم هذا التذمر والاستياء من وزن الحقيبة المدرسية لا سيما المخاطر الصحية
الناجمة عنها يبقى التساؤل قائما هل من حلول ناجعة لتجاوز هذه المسالة؟
وفي
هذا الصدد تؤكد مصادر من وزارة التربية والتكوين ان مسالة الحقيبة
المدرسية لا تزال قيد الدرس وان هنالك مشاريع هادفة في هذا الاطار وآليات
قائمة ترمي إلى تفعيل ما يسمى بالحقيبة الرقمية وذلك في محاولة لتجاوز هذه
الاشكالية.
يبدو
ان الجدل القائم حول الحقيبة المدرسية يحتاج اليوم إلى حلول حذرية وعميقة
لا سيما ان المسالة ظلت عالقة على مدار سنوات عديدة ولم تتخذ فيها إجراءات
حاسمة.